أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع خدمه

عن أنس رضي الله عنه: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا، فأرسلني يوما لحاجة فقلت والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله قابض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه و هو يضحك، فقال: يا أنيس اذهب حيث أمرتك، قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله، قال أنس: والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمت قال لشيء صنعت: لم فعلت كذا وكذا؟ ولا لشيء تركت: هلا فعلت كذا وكذا؟
أخرجه مسلم في الصحيح.

التعريف بالحديث:
توثيقه:
رواه مسلم في كتاب الفضائل، ورقمه 4272. وأبو داوود في كتاب الأدب، باب في الحلم وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم رقم 4143.

التعريف بالراوي:
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم نشأ في بيت النبوة وأحبه النبي صلى الله عليه وسلم وقد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات. جاءت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعمره عشر سنين ليقوم على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا رسول الله هذا إبني و هو غلام كاتب يخدمك فادع الله له. فقبله النبي صلى الله عليه وسلم وكناه أبا حمزة ودعا له بالخير. توفي بالمدينة في السنة 95 هجرية.

مضمون الحديث:
ينفتح هذا الحديث على موضوع الخدم في البيوت، ورعاية حقوقهم، والمحافظة على كرامتهم والإحسان إليهم.

أحلل:
أ.أقسم الحديث إلى فقرات حسب المعنى، وأبين معنى كل منها.
ب.استخرج من الحديث العبارات الدالة على الخلق العظيم الذي تميز به الرسول صلى الله عليه وسلم مع خدمه.

ينقسم الحديث إلى ثلاثة أقسام:
التأكيد على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقا، وهذا ما شهد به القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ القلم/4
من نماذج هذا الخلق أنس ذلك الطفل الصغير يبعثه صلى الله عليه وسلم في أمر فيذهب للعب مع أقرانه إشباعا لحاجته، فلم يعب عليه صلى الله عليه وسلم ذلك، بل أخذ بقفاه أخذ الرحيم وناداه بالتصغير «يا أنيس» للتحبب، فلم يضربه أو يغلظ له القول، أو يسيء إليه التصرف.
وليست هذه حالة خاصة أو استثنائية، بل حالة عامة لتسع سنين أو عشر.

فوائد الحديث:
فوائد معرفية:
الصبر على شغب الأطفال والخدم ومخالفاتهم.
الإحسان إلى الخدم ومعاملتهم مثل الأبناء في الرعاية والاهتمام، والتبسم في وجوههم، وتعويضهم حنان الأبوين.
فوائد سلوكية:
معاملة الخدم بما يراعي إنسانيتهم ويكفل حقوقهم.
عدم عقابهم إذا أخطأوا.
عدم إثقال كاهلهم بالأشغال، وإعانتهم عليها إذا وجدت.
عدم التمييز بينهم وبين الأبناء في المأكل والمشرب والمبيت.

أختبر مكتسباتي:
أختار ما أراه مناسبا لمعاملتي للخدم وأعلل اختياري:
أخاطبهم باحترام دون سب أو شتم.
أعاملهم كإخوتي.
أسيئ إليهم بالقول القبيح.
أمنعهم من مشاركتي في مشاهدة التلفاز.